قبل الرحيل يا آدم ......

في الحياة نقابل كثير من الناس...
قلت هذه العبارة في حوار لي معي ؛ وفي الحقيقة أنها إستوقفتني للحظات .... ياترى ما هي القيمة الحقيقية التي تركتها في نفوس هؤلاء الناس؟!!
سؤال...؛ هاجس.... لا أعلم ولكنه إستوقفني طالباً إجابة على السؤال!!
لا أعرف .. لا أعرف هي إجابة تريحني إذا أردت الهروب من الجواب. أيضاً سبل الهروب تتفتح أمام مخيلتي وكأني مصرٌ على ألا أجيب.
إنهم ليسوا هنا ... لا أحد موجود حقيقةً في عالمي ... جميع الناس هنا زائرون أعرف أنهم سيرحلون ؛ منهم من يرحل مرةً ولا يعود ؛ ومنهم من يعود مرةً أو مرتين أو أكثر ولكنه إما رحل أو سيرحل ؛ جميعهم راحل ؛ ربما لأن لكل منا عالمه وأن لقاءاتنا مجرد تقاطعات لمرة واحدة أو مرات متكررة أو مستحيلة ...
نعم هذا وصف يلائمني..... ؛
 إنها تقاطعات مؤقتة بين عوالم منفصلة في أماكن معدمة بين أجساد فانية ؛ لماذا إذن يكون للقيمة قيمة ؟! ولماذا نستحث للمعنى أثر؟! لماذا نتمسك ببعض التقاطعات محتومة المصير؟!! هل في الأمر خطأ؟ أم هو الهوى؟ هوى النفس حين تظمأ فتقودنا إلى مهالكٍ متكررة لها صور متعددة وألوان شتى ؛ ولكننا نعرفها ونقرأ طلاسمها ؛ هي هي بنفس رموزها ؛ نتبع خطاها وتزل في منحنياتها أرواحنا وتأخذ من أعمارنا أعماراً متتالية حتى تـُحكِم سطوتها على قلوبنا ؛ تنهال عليها فتكاً وتعذيباً وتسحقنا في ظلمات نائية ؛ نائية عن عالمنا السهل اليسير الواضح ...؛ ولا نكاد ندرك نلملم أحاجينا من بين أشلائنا حتى ينتهي وقت التقاطع فتتركنا في الهناك الحالك معلقين في خيوط حريرية لا تكاد تُرى ؛ خيط من هنا وخيط من هناك حتى تتشابك أضلعنا المتكسرة مع قلوبنا الهزيلة مكومة في تهدل أجساد بلا حياة.....
 عـُـد يــــــــا آدم...... عـُـد يــــــــا آدم ؛
أفق من سحر شيطانٍ رجيم ..... جميع الذين جاءوا سيرحلون كما رحل الأولون.....!!
ولكن أهذه سـُـنَّة الإله؟ نعم .... التقاطعات بين عوالمنا هي سـُـنَّة الكون من الممات إلى الممات ؛ فاجعل كل تقاطعاتك دعوة ً للسلام للوئام للتصالح للحياة ؛ أترك هواك وارجع من غفوة الهلاك ؛ إفتح عينيك وأنظر بعيداً بعيداً؛ أبعد بكثير من ظلمات الهناك المخيف ؛ إستيقظ من سباتك ولكن لا تنسى ما رأيت ؛وتذكر جيداً عاقبة الهوى.....

 فأنت هنا ؛ لا زلت هنا... راقد بين أضلعك في أمان...... قلبك مازال القلب الجريئ الفتي .... أمسك زمامك وانطلق ؛ فأنت في عالمك الأوحد ؛ جئته وحيداً وستحيا به وحيداً وسترحل منه وحيداً ؛ إنتهينا من الحلم المفزع يا فتى الفتيان ؛ أرح يديك....
 فليس هنا لخيط الحرير مكان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاعر مكبوتة