خليك حقيقي.....
في منتصف يناير 2016 إستوقفتني
مدونة لأحد أصدقائي بعنوان Minimalism؛ وقد عرضها صديقي في صورة دعوة للتبسط في الحياة وتجربة شخصية
معاصرة في بداية ثمارها ؛ واليوم الموافق 23 مارس 2016 أي بعد مايزيد عن شهرين
شاهدت برنامجاً على إحدى الفضائيات الشهيرة يعرض تجربة نفس الصديق محمد هيكل و
تجربة سيدة أخرى تناولت الموضوع بشكل من أشكال تحدي النفس للوصول إلى نفس الغاية
.... التبسط
التبسط بمعنى الإستغناء عن
الأحمال الزائدة التي ندفع أنفسنا بأنفسنا لحملها والإنشغال بها والتفاني في توفير
كافة السبل كي نظل قادرين على حملها مما يولد أحمالاً أخرى في مناحي مختلفة من
الحياة ؛ ومن ثم وتدريجياً نصل إلى إهمال مهامنا الأكثر ضرورة في الحياة ونتحول
إلى نسخة جديدة زائفة من ملايين النسخ حول العالم ؛ وننسخ أنفسنا لتتشابه فيما
تتشابه فيه تلك النسخ في كل ما هو زائف وكل ما هو مفقود وكل ماليس ذا أهمية
؛ وتمر الحياة مليئة بتحقيق المزيد من الأحمال من غير وصول إلى غايات ولا
أهداف ولا حتى محطات جديدة في رحلة العبور إلى الآخرة.
واليوم سألت نفسي هذا السؤال ؛
ما الذي استوقفني عند تجربة صديقي والسيدة المحترمة هبة عمرو؟
السؤال إجابته واضحة في ذهني ؛
وهذا الوضوح هو ما شجعني اليوم لإنشاء مدونتي الخاصة وأظن أنني تأخرت سنوات كثيرة
في هذا القرار.....؛ ليس هذا بهام الآن ؛ لنتابع...
خلال العقد الأخير من عمري
لطالما إستخدمت الأمر (كن حقيقياً) لتنفيذ ما أؤمن به تارة في مقابل ما اعتاد عليه
الناس من خطأ ؛ ولتشجيع نفسي تارة أخرى على المضي قدماً في تحقيق هدف نبيل أو غاية
مقصودة من وراء نية صالحة ؛ ولأنني استمتعت بعدة نقاشات مع صديقي هيكل منحت نفسي الحق في ترجمة مقصده من تجربة الـ Minimalism أنها إحدى المحاولات الصادقة في
الإستجابة للأمر (كن حقيقياً) ؛ ونظراً لأن المرجع الجميل للتعامل بين الناس هو
صدق النوايا ؛ فأنا أيضاً أعتبر تجربة السيدة المحترمة هبة محاولة أخرى من نفس
النوع.
كن حقيقياً ...... أمرٌ يدعوك
لقيمتك التي تريد أن تكون عليها لا القيمة التي إجتمع عليها الغالبية من الزائفين
من الناس ؛
كن حقيقياً .... أمرٌ يجعلك تكتبه مثلما فعلتُ
في هذا السطر وأنا لا أعلم بما سأصفه في السطر التالي؛ كن حقيقياً ..... أمرٌ
تنتشي به نفسك الحقيقة وأنت تجلد به نفسك التي ليست أنت؛....
كن حقيقياً .....أراها تاريخاً لإنتصار
الحق على كل ما هو باطل.
يكفي هذا ؛ لن أطيل في وصف حق
كفيل بأن يقدم نفسه جلياً زاهياً بارعاً في كسب القلوب وإطلاق الدعوات لكل من يجد
في نفسه ضميراً حياً لا يفتر عن جلد ذاته على ما فات من عمر تحت وطأة الزيف
والخداع وتحمل ما لا طافة للنفس به وترك الدعوة التي لاطالما اختنقت بداخله للتبسط
وإيجاد السعادة في محلها الوحيد الحقيقي........... في النفس وفي رعاية من نرعى
ونحب.
شكراً محمد هيكل ؛ شكراً هبة
عمرو لأنكم حقيقيون
أرجوك رجاء المحب................
يا من تقرأني وسترحل ..........
كن حقيقياً
كن حقيقياً
تعليقات
إرسال تعليق